29 يناير 2010

حصار ..بعد الآخر

سماء مزينة بالنجوم وليل ساكن ..وصمت مطبق ورائحة شجرة الريحان العتيقة ..،القابعة على طرف سور حديقتنا..وأضواء أعمدة الانارة البعيدة ...... وشرفة منزلى القديم  ..وزخات  من رزاز الامطار الناعمة ...تصبغ لون الرمال الصفراء بلون داكن ...
فتفوح منه رائحة الطبيعة الريفية.الخلابة .....جميعهم أدواتى ..لاستحضار الماضى .
تتشابك ذكرياتى ،..ويتصارعن فيما بينهن  ..من منهن تطفو أولا ..وتخرج من جنبات القلب ..
يعلمن جميعا أنه خروج مؤقت ..له ضرورة درامية ...استدعاء يؤنس الوحدة ..ويبعث الدفئ الذى تصاحبه قشعريرة .
تسرى فى جنبات الجسد..
شوق الى عمر الزهور ..بكل ما فيه من حياة ..بكل ما فيه من طوح ..بكل ما فيه من أحلام ندية ...عكست ما فى القلب ..من ..براءة ..وطهر ..
أراها أمامى ..تلك الشقية ..القادرة على لمس ما بداخلك من مشاعر..التى تعلم ..طريقها
الوا ضح والقصير جدا ..الى قلبك .
القادرة على ارغامك على احترامها ..ويجوز فى بعض الأحيان ....عشقها.
تعلم كيف  ..ترتقى....بمشاعرها فوق الالم ....تسمح لك برؤية ما بداخلها ....على قصاصات أوراقها ..ولا تشعر بها الاوقد تركت
على قلبك بصمتها ..ماهرة فى التقاط أوجاع اللآخرين .....أحيانا.
و تحب من الاختيارات أصعبها ...لذا اختارت قديما مهنة المتاعب...ساعد تها الثقة  فى نفسها والآخرين على النجاح....
وفى احدى لقاءات العمل التقته ..ذاك المغامر ..الشقى ..كان يجلس وحيدا ...مبتسما ..يدندن بأغنية فيروز ( كيفك انت ).
لا يهوى الا ..الفتيات الغضة....وأبيات الشعر العفوية ...لا يشبه الملائكة ..الا فى الشفافية ..والصدق .
عشقت فيه صورتها المذكرة ..عاشا معا حياة ...ومعارك ...فرح بأقاصيصها ..وذابت عشقا فى كلماته ...نجحا سويا كل فى عمله
ولكن .....!...فى صمت مطبق .
أستفاقت بلا وعى ..تصطك  فيها أوجاعا دامية ..تصاحبها رعشة فى جدار القلب.
داخل اطار التقاليد..الأعراف ..الدين ..تلك المسميات البراقة ..والتى تستباح تحت راياتها الحريات أحكم عليها ..الحصار ..
تناست ما فى القلب ..وأطلقت سراح عاشق الحريات ....واستسلمت للخوف ..
الخوف .. وحش مفترس ..غرس فى عنف وقوة أظفاره فى الصدر أخرج القلب ..وبلا رحمة
ومع صرخة مدوية ..تسمعها كل الكائنات الا البشر . ..ينتزع فى كل عام عرق ....ينزف قطرة ....بعد قطرة  .
وتنذف معها ذكريات الماضى...يختلط الدم المسكوب بلون..المعشوق ..ويسيل على الطرقات ..يجرى بخطوط ملامحه....تفوح منه رائحته ..
وفى حالة من الاعياء يمر بعد العشرة أعوام ...عام .. .
الان هى الام ..المحاصرة ..بثلاثة ملائكة صغار ..تهدر  أرواحها حولها ....
وهوما زال على الطريق ذلك الشقى الذى لا يعشق الا الفتيات الغضة ..وأبيات الشعر ..وصوت فيروز .


مرارة خفيفة فى الحلق وبعض علامات السنين على الروح قبل الملامح ....وبعض الخيانات ...تحرضها على العصيان ......
تضب ما تبقى لها من مشاعر مهجورة وبعض من الحنين ...وتنثر رماد آلامها بعيدا عن الطريق ...
تتذكر ما تعلمته فى محراب العشق .......
فتدرك  ......سر قدرتها على خلق ..الحياة ..من الموت .... .


البحيرة
2.45 ص

هناك تعليقان (2):

  1. أصدقكِ القول .. ترددت كثيراً قبل أن أعلق على تلك التدوينة وحقيقةً لا ادري لماذا .. ربما لأن كلماتي عن إحساسك المرهف وبساطتكِ المحببة وتلقائيتكِ المدهشة وكل ما كنت أكتشفه في كل تدويناتك يبدو لي لا ضئيلاً هشاً تلك المرة .. تدوينتك تلك المرة لا يمككنى أن أقول عنها أنها رائعة من وجهة نظري كقارئ .. تدوينتك تلك المرة أكبر بكثير من كلمة رائعة ..
    سيدتي .. لقد عشت معكِ الكلمات و أحسستُ معكِ بالحروف .. وربما اليوم أدعي أنني صرت أفهم و أشعر بكلماتكِ تماماً ..
    أتمني لكِ كل الخير صديقتي .. و أعدك بإستمرار المتابعة .. حتى و إن كانت كلماتكِ تثير الكثير من الشجون في نفسي وحتى إن كانت دائماً ما ترسم على وجهي .. نظرة حزينة أو ..إبتسامة متعبة!!

    ردحذف
  2. عزيزى عمرو
    ذلك البوست يتعرض بالفعل لفصل من حياتى أجدأن له التأثير العميق فى تكوين شخصيتى وقوة احتمالى
    حيث أنه لايوجدطاقة لاحتمال آلام أشد وطأة ..بالاضافة الى انه ولد بداخلى الكثير من العزيمة والاصرار على النجاح الذى افتقدته كثيرا فقد تعلمت من أخطائى ..وأحترم ترددك فى ألتعليق كما اننى لاأرغب فى رسم الحزن على وجوه الآخرين ..فقد اشتقت كثيرا الابتسام..كما أتمنى ان تنتقل لك تلك العزيمة والاصرار على مقاومة أحزانك..فانفض عن قلبك تلك الاحزان واسعد بفاصل جديد من حياتك .من تمنياتى بالسعادة والتوفيق.

    ردحذف