9 مارس 2010

المسخ

منذ الطفولة ومن شرفة المدرسة بعنين خائفتين ارقبه ..أراه شامخا ينظر الى فى تحدى ..أجاهد فى ان احول  نظرى عنه ..أفشل
حين أراه يحمل احدا يخيل الى انه من فرط السعادة ..قناص يفر بفريسته ....فأقتل رعبا ..لكنى التزم الصمت .
وليلا أراه يطاردنى ويباغتنى بمنظره المخيف ..ويضحك فى هيستريا مريبة ..فتتعالى صرخاتى التى لا يسمعها غيرى .
لسنوات يتكرر ذلك .
ليلا عائدة ن سفرى ..اتلمس فى حذر وخوف الطريق الى منزلى ..اراه مظلما كئيبا فتدب فى قلبى الرهبة ..اتحسسه ذلك الطريق الرملى
فأجده مبللا ..وكأن السماء تبكى أحدا ..فليس باوان الشاء والمطر ..
وحين أهم بالانعطاف الى ذلك المنحى الذى يسبق باب منزلى ..فجأة ينقض الرعب على قلبى فيدميه صريعا.
فى هذه المرة ما زال ساكنا يطالعنى بوجهه العبوس البارد المستوى ..اتذكره فى الحلم يطاردنى ..
أتراجع خطوة للخلف ..وأهم بالفرار..فبادرنى بصوته الهادئ الرخيم
_ واجهى خوفك .
_فى ذاكرتى تقترن بالاحزان ..بالفراق ..بالظلمة والمجهول ..وأراك من نافذتى لا تقف الا على  القبور .
_الخوف وحش كاسر ..لا يقتات الا على الضعفاء ..لا يخدعك ذاك الوجه الممسوخ .
ففى الماضى لم أكن احمل الا قلوبا ..وسهاما ..وأسماء العاشقين ..
وللمرة الأولى أراه يرتعد ..وكأنه يستعد هو الآخر لمواجهة خوفه .
حين علت صرخات ..تخرج من بيت جيراننا تصاحب جثمان الفقيد .
 
         البحيرة
  9 /3/ 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق