17 فبراير 2010

مدينة الشمس

أسوان بلد النيل والدفء والسمار والطيبة ..مدينة أخرى عشقتها رغم أنها تختلف عن مدينتى الحبيبة ..بل أيضا عكسها تماما ...فى عذوبة مائها وسخونة جوها الذى..يلفح بشرة أهلها الطيبين بسمار خارجى بالرغم من بياض قلوبهم ...أبتعد الآن عن الاسكندرية مسافة 1220 كم ..قطعتها بالقطار فى 20 ساعة تقريبا ..
ولكن لا أعلم ما الهدوء الغريب الذى يلفنى والصمت التام الذى يخيم على روحى التى هدأت أخيرا .
هل هو انعكاس حقيقى لهدوء المكان ..وهدوء البشر هنا ..؟
الطبيعة هنا ساحرة ..أدرك ذلك على الرغم من أننى لم أترك فندق صنى ست ..سوى مرة واحدة .
شعرت بمدى انتماء البشر فى هذا المكان ..للطبيعة ..!
الطبيعة التى تقطر منها ملامح الحضارة  تدركها لحظة دخولك ..مباشرة .
فيض ..وكرم فى الضيافة كفيض النيل وكرمه ..وعذوبته فى رقة التعامل ..من الجميع .
وكبرياء ..وحلاوة مثمرة ..ككبرياء وشمم النخيل ..الذى يتكاثر فى ترابط ..كأسرة ..واحدة .
مدينة الشمس ..بوابة لعبور التاريخ ..الذى يمد أهلها ..بملكات خاصة  ..مرتبطة بالطبيعة المحيطة .
يغذيها وينميها النيل ..بكرمه ..وغموضه ..وسحر مياهه فى الليل .
لحظة وقعت ..عينى عليه ليلا ورأيت ..فيه الغموض والهدوء الهادر أحيانا واتساعه فى هذه المدينة الجنوبية .تخيلت لو أننى آخر عروس للنيل ..لو توحدت معه ..
ماذا سأرى فى أعماقه الداكنة ..تحت هذا السطح الهادئ ..وفى عمق هذه الكدرة ..
سأجد السلام ..والزاد ..والخير ...
أم سيسحقنى الخوف الساكن فى أعماقه ..والظلمة الداكنة .
أم فجأة ستدب الحياة فى أعماقى من جديد ..وتنبت روحا ..بريئة ..طاهرة ..رقراقة .
عكس عليها من صفاته ..وأزال عنها ..أوزارها ..
وللحظة أتأمل انعكا س صورتى ..فيه فالتقط اشاراته ..التى يرسلها ..على استحياء .
وعلمت أين أضع أقدامى ..ومن أين ستبدأ خطواتى .
ولكنى قبل المغادرة ..مدانة ..بطوق من العرفان لصفاء هذه المدينة ..والذى ربحت فيه طمئنينتى أخيرا .
ومدانة أيضا ..بزيارة أخرى ..لا أعلم متى ..أعطيها فيها حقها ..من التأمل و الدراسة ..كمحاولة ..لرد الدين .
        الاسكندرية
   17/2/2010
الأربعاء 1 ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق