5 فبراير 2010

رسائل .. صادرة !





بالأمس القريب كنت على أعتاب اليأس فدعيت  الى الموت أو الجنون ..والجنون حاليا خارج نطاق الخدمة .
واليوم يفتح على مصرعيه بابا للحرية ....للتنفس بعمق ...دعوة للتصالح مع الذات. ..للتصالح مع  الماضى بكل أوجاعه .
 لا أشعر  برغبة حتى فى دفن تلك الأوجاع ..بذاكرتى.
ألملمها ..أوراقا بالية ..تحمل مشاعرونزعات انسانية ..فبل الآلام....فأقذفها مراكب صفراء..الى البحر ..تتخبطها الأمواج ...فتقضى عليها وكأنها لم تكن ..يوما .
البحر صديقى الأبدى ..الذى يشاركنى دائما ..كل ما يمر على قلبى من انفعالات ..كان حتى الأمس
يهدر أمواجا وعواصف ...غضبا من أجلى .
لكنى أراه الليلة ..وقد غسل الكورنيش بفرحة .. .
على طول الطريق ..وكأنى أراها للمرة الأولى..ألمح على البعد ..نقاط الضوء الصغيرة الخلابة وكأنها كائنات ملائكية ...براقة تسبح فى الفضاء الرحب .
كم أعشقها تلك المدينة ..التى تشاركنى ..أحوالى ..تفرح لفرحى ..وتتألم لآلامى..وتغسل عنى فى بعض الأحيان آثار سقمى .
يطوى أخى الطريق مسرعا ويثرثر بكلمات كثيرة .....تسقط قبل أن تصل آذانى ..لاأستطيع التركيز ..أو الانتباه بعيدا عن هذه الأضواء ....
للمرة الثانية أزف عروسا لهذه المدينة ..ولكنى اليوم أسعد ..أتشوق لهذه الحياة الشاقة القادمة والتى بداخلى اصرارشديد على النجاح فيها هذه المرة...بلا سجون ..ولا شجون .
أشعر بحنين جارف لهذه الخطوات الثابتة ..الرزينة ...والمجنونة.... فى حين آخر .لكنه هذا النوع من الجنون المحبب الى النفس ..ابتسم بلا وعى وأنا أتذكر  أول متابعة صحفية لى ..وما أحدثته من ضجيج داخل قسم شرطة باب شرق ...وما منحتنى اياه من رصيد عملى ... وثقة فى الكتابة من بعض المقربين .
الشغب ...والنظر لبواطن الأمور... وبعض الخبرة فى الكتابة  ..هم  صحفيا  معادلة ناجحة .
أرفض أن أكون..مقبرة لتلك الأحلام والآمال التى لم تكتمل وتلك الآلام التى رحلت ....مثلما كنت.
سأكون كما وددت أن أكون .....أنا .

         الاسكندرية 5/2/2010
                   12ص