11 نوفمبر 2010

الطاووس


رحل مؤقتا هدوء المنزل وحل بديلا عنه ضجيج مختلط ما بين أصوات مألوفة وغيرها..عمال يتوافدون منذ الصباح على المنزل , وأبى يرشدهم لأماكن الإضاءة ..وهنا أماكن الضيوف ..وهناك العائلة ..على الواجهة يعلقون الزينات وفى الداخل يضيفون اللمسات الاخيرة ليوم مميز .



أخرج صباحا من غرفتي على هذا المشهد..يبدو المكان كبلاتوه تصوير يعج بالكومبارس وعمال الاضاءة والتصوير يمهدون المكان ترقبا لوصول أبطال مشهد درامى ....قد لا يتكرر.
الجميع تبدوا عليه السعادة ..وتتردد على مسامعى نغمات أحبها تعزف موسيقاها بداخلي فأعتزل الجميع إلى حين واجلس قرب مصدرها .
يستمر المكان ومن فيه فى حالة تأهب حتى ينتصف النهار ويمتلئ المكان بالحضور..ما بين أصدقاء وزوار ...أشخاص أفتقدهم وآخرين أجاملهم ..تدفعني الوجوه التي التقي بها الي التوحد داخل ذاتى.. تاتى العروس فى ابهى صورة ..وبجانبها نصف آخر لا ينقص من جمالها..ويحتل ذاك المشهد الصدارة .. تلتف حولى صديقاتى ..نضحك ونشاهد .


من بين كل الحاضرين يظهر شخص , يحمل فى يديه كاميرا فوتوغرافيا وعلى وجهه ابتسامات مصطنعة , يلوح بها كل حين ..ومن وقت لآخر ..يهمس فى اذن صديقه ..يدب فى قلبى رعبا ..فأعتزل المشهد تماما وأحتجب داخل غرفتى ,أضب بداخلى حنين الى الماضى ..أخشى ان يلمحه أحد ,أعانق احلامى وننكب سويا نداوى شوقا لا يزيد الا من أوجاعى ..تلاحظ صديقتى انسحابى فتتبعنى متسائلة من الصديق الملوح ..فأنهرها ..


_هو لا شئ ....!


فتتمتم بخبث ..يتحرك بتباهى وثقة وكأنه الجوكر الأوحد..فأصحح لها بل طاووس .
تنتبه لانتهاء الفرح ..فتهرول للمشاهدة ..وتتخيل وهى تنسحب أنني وحيدة .
ينتهى الاحتفال ويذهب الجميع ويهدأ المكان ..على عكس ما يشب فى داخلى ..فأجلس فى حديقتى الخلفية ..فتفر من ذاكرتى مشاهد أحبها اترك لها العنان تمرح وتتقافز كل منهما فى حنان ..استفيق على صوت جهورى من خلفى .


_.مبروك ..عقبالك ..!


شئ ما ينقبض بداخلى عندما أسمع كلمات ذلك الطاووس , فأ لملمها فى اضطراب وسرعة وأنسحب من المكان وتتعاقب الأيام لا اذكر لها طعما ولا أحصى لها عددا...
ذات يوم وكانى أعانى من فقدان للذاكرة ..أصحوعلى روحى حائرة حبيسة مع ما تبقى من ذكريات فى قفص ذلك الطاووس .
انها النهاية فى وسط هذا المنزل الذى لا يخلو جدار فيه من المرايا بمختلف اشكالها واحجامها ...ألمح فيها أنا على ملامحى ضربات من ريشة الزمن..وإختفاء للأ لوان من حولها .
يعلو صفير الصمت بأذنى وأنا أرقبه يزهو بنفسه فى مراياه ...ويتلو على مسامعي اتهاماته التى على إثرها سأطرد من جنته المزعومة ...مع دقات الساعات الجدارية و التى يملأ بها الفراغات وتحريض عقاربها للمرأة الأولى بداخلى على المواجهة .... ألتقط تلك الساعة النحاسية التى طالما كرهتها ، فأمزق ستائر السكون المسد لة بداخلى ...فيتخلى بثورته عن زهوه وينتفض من صوت ارتطام انعكاساته المشوهة بالأرض ..أهدأ...فيلتحف المكان بالصمت .

               11/11/2010
        الإسكندرية

7 نوفمبر 2010

عفواً.....آدم ...!!

منذ شهور كنت قد اقلعت بعيدا عن عالم التدوين وبعد أيام قررت اعتزاله لكنى اليوم قررت العودة بلا حُجُبْ...
قررت العودة بهويتى الحقيقية وعنوانٌ ثابت ...بلا أسماء مستعارة ..بلا أفكار مشوشة ..انها لحظة  مخاض ..ميلاد جديد ..قررت الغوص من جديد فى أعماقى  علنى أجدنى كما كنت قبل عام من الآن . ...غير متأثرة  ..ولا أسيرة  ......!
لحظة خلاص كنت قد حلمت بها فى نومى ويقظتى ..وعندما تخليت عنها لبعض الوقت ذكرنى صديقى الوفى بأن كتاباتى لا تشبه روحى وكأن شخصا آخر يستل قلمه ويبحر ممطتياً اوراقى ..موقعاً بإسمى .
ربما...ولكن مؤكد  تبدد فى داخلى الكثير  و الكثير ....ربما كنت قديما بعضاً من حطام إمرأة  والكثير من أفكارها الجنونية وكلمات هم ثروتها سطرتها على صفحاتى تلك  ممزوجة دائما ببعض من حنين .....قد انتهى .!
كان ذلك فى الماضى ...
أما الآن ..زادت على شقوتى بكل ما أحمل من وحشة وضعف وعنفوان صادق وصريح . 


.....................
منذ أيام مضت لا اعلم عددها يحتدم الغضب بداخلى ..بلغ ذروته .....والان حان دور  الانفجار ..فهل استميحكم عذراً لأخلع صمام الأمان  ....فمنذ شهورٌ وأعوام تسبقها فى حالة حرب معك سيدى ... سئمت حروبى المستكينة ...
لذلك حان وقت إعلان البيان ,لا تمتهن الرجولة سيدى ..فلا مكان لأحكامك العرفية وقوانينك الطارئة ..,رغم شوقى لحديثك أبى وصوتك الحنون ..فلا مجال فما زلت رجلا ..!فخليِ بينى وبين عالمى الخاص فإترك لجام أمرى فما عدت بعد الآن أسيرة آدم .
....حين عجزت طبيبى عن التقاط  دائى  رغم محاولاتى المستميتة لوصف آلامى وما يستشرى منها فى روحى قبل أوصالى ..حين تعجز عن التقاط الالم ,حينما تخطئ التشخيص ..فلا معنى للاحتفاظ بأرقام هاتفك فى ذاكرة  مفكرتى الالكترونية   ..
وأنت أيها العائد من الماضى السحيق بعد التسكع فى طرقات الأخريات ..لن تصطاف فى.......فلست معسكرا صيفيا ......أو مخيما للإيواء .....
..........عفواً آدم لا مكان لك الآن فى بيتى ولا فى قلبى ...ولا فى ذاكرة هاتفى .....!
لا وجود لك فى محيطى  الا واحدأً من أبنائى ..فقد تحتويك الأم  حينما تختفى بداخلى الانثى . ..